النظام الصحي في السودان هشّ، إذ أن المؤشرات الصحية منخفضة باستمرار والتفاوتات هائلة بين المناطق الحضرية والريفية وبين الأغنياء والفقراء.
يؤدّي نقص الاستثمار في تعزيز النظام الصحي إلى تعريض أكثر من 8 ملايين طفل دون سن الخمس سنوات للخطر بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الخدمات الأساسية المنقذة للحياة.
يموت سنويًّا 78،000 طفل دون سن الخمس سنوات لأسباب يمكن الوقاية منها مثل الملاريا. وحسب التقديرات، فإن هذا الرقم سيتضاعف ثلاث مرات إن استمرت الاستثمارات في قطاع الصحة في الانخفاض.
يشكّل الحصول على الخدمات الصحية في أغلب الأحيان تحدّيًا كبيرًا للعديد من الأسر السودانية
بإمكان 70 في المئة من السكان فقط الوصول إلى المرافق الصحية في غضون 30 دقيقة من منازلهم (ولدى 80 في المئة من السكان إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية في غضون ساعة سَفَر).
وعندما يصلون إلى المرفق الصحي، لا يجدون الرعاية بالجودة الكافية.
لم يتلقَّ الرعاية الصحية على يد عامل ذي مهارة في المجال الصحي ممن زاروا مرفقًا صحيًا إلا النصف فقط. وبالتالي، فإن تغطية الخدمات الصحية للأمهات والأطفال هي إحدى أدنى مستويات التغطية في المنطقة. على سبيل المثال، أُحضِر فقط ربع الأطفال المرضى الذين يعانون من الإسهال إلى مركز صحي للعلاج. وتم تزويد 27 في المئة فقط من بين هؤلاء الأطفال بعلاج الإسهال (محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم).
نتيجة لذلك، لا يزال عدد كبير جدًا من الأطفال يموتون من حالات يمكن الوقاية منها أو علاجها
يتناقض الانخفاض الكبير في معدل وفيات الأطفال دون سن الخمس سنوات، والذي انخفض من 128 حالة وفاة (عام 1990) إلى 68.4 حالة (عام 2014) لكل 1000 مولود حيّ، مع التقدم المحدود في خفض معدل الوفيات لدى الأطفال حديثي الولادة. وفقًا لتقرير الفريق المشترك بين الوكالات المعنيّ بتقدير وفيات الأطفال (UNIGME) لعام 2021، يتبيّن أنه بينما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخمس سنوات إلى 56 لكل 1000 مولود حيّ، إلا أن معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة يبلغ 29 لكل 1000 مولود حيّ. لا يزال الأطفال يموتون بشكل رئيسي من حالات يمكن الوقاية منها أو يمكن علاجها بسهولة، مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة (تحفيز الالتهاب الرئوي) والإسهال والملاريا. غالبًا ما يكون سوء التغذية سببًا أساسيًا للوفيات – إنه القاتل الصامت.
لا يقتصر معدل الوفيات المرتفع على الأطفال بل إن معدل وفيات الأمهات مرتفع هو أيضًا
ترتبط وفيات الأمهات بالنقص في عدد القابلات الماهرات والرعاية في فترة ما قبل الولادة. قُدر عدد وفيات الأمهات بنحو 295 لكل 100،000 ولادة حيّة، وكانت معظم الوفيات ناتجة عن الولادات المنزلية دون وجود قابلات ماهرات ونقص الرعاية التوليدية الطارئة في المرافق الطبية. على الرغم من أن 85 في المئة من النساء الحوامل يقمن بزيارة واحدة على الأقل لتلقّي الرعاية لما قبل الولادة، إلى إن نسبة اللواتي قُمن بما لا يقل عن أربع زيارات للرعاية ما قبل الولادة تزيد قليلاً عن النصف. تتلقى 34 في المئة فقط من الأمهات الشابات وأطفالهن حديثي الولادة خدمات رعاية ما بعد الولادة. بالإضافة إلى ذلك ، تتلقى 69 في المئة من النساء لقاح الكزاز.
لا يحصل جميع الأطفال على اللقاحات المنقذة للحياة
أشارت التغطية السنوية لبرنامج التلقيح الموسع اعتبارًا من نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2021 إلى أن 84 في المئة (1،313،458) من الأطفال دون سن العام الواحد تلقوا جرعتهم الثالثة من اللقاح الخماسيّ التكافؤ، بمعدل تسرّب 3 في المئة مقارنة بالأطفال الذين ا تلقّوا لجرعة الأولى من اللقاح نفسه. وتلقّى حوالي 82 في المئة من الأطفال (1،1،281،745) جرعتهم الأولى من الحصبة، في حين أن نسبة الذين تلقوا جرعتهم الثانية يساوي الـ 64 في المئة (1091،399 طفل).
تفشي الأمراض المعدية هو أمر شائع
عانى السودان في عام 2021 من جائحة “كوفيد-19” وغيرها من الأمراض المنقولة بالوسائل الناقلة للأمراض. ساهمت التغطية الصحية غير الكافية، إلى جانب ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة (WASH) من بين عوامل أخرى، في ظهور الأمراض. شهدت 13 ولاية من ولايات السودان الثمانية عشر، ومن ضمنها الولايات الشرقية والجزيرة وسنار ونهر النيل ودارفور، موجة أو أكثر من تفشي مرض الشيكونغونيا وحمّى الضنك وحمّى الوادي المتصدع أو الدفتيريا. كما واجهت المرافق الطبية في جميع أنحاء البلاد نقصًا في الأدوية الأساسية، مما زاد من ضعف الاستجابة الوطنية.
الحلول
يساهم برنامج اليونيسف الصحي في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة: ضمان حياة صحية ورفاهية للجميع وفي جميع الأعمار. على الرغم من التحديات غير المسبوقة التي تمت مواجهتها بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي واستمرار انتشار جائحة “كوفيد-19″، تعمل اليونيسف مع الشركاء للوصول إلى الأطفال الهشّين ومجتمعاتهم المحليّة من خلال تطبيق نهج شامل ومتكامل، مما مكّن من استمرار توفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة.
تدعم اليونيسف أنشطة تقوية الأنظمة من خلال استثمارات تقنية وسياسية ومالية استراتيجية، وبالتالي النهوض بحقوق الأطفال والنساء في السودان من خلال برامج الصحة والتغذية ذات التأثير الكبير، ومن ضمنها الحالات الإنسانية.
تدعم اليونيسف شراء وتسليم وتوزيع لقاحات “كوفيد-19” التي تمّت بقيادة اليونيسف جنبًا إلى جنب مع الشركاء، وذلك من خلال مرفق كوفاكس، ومن ضمنها ما يخصص للاجئين والمهاجرين