نِيَالا مدينة تقع في الجزء الغربي من السودان، على ارتفاع 673 متر (2,208 قدم) فوق سطح البحر، جنوب هضبة جبل مرة على بعد 900 كيلومتر تقريباً من الخرطوم. وتتقاطع فيها الطرق من شرق السودان إلى غربه ومن الجنوب إلى الشمال وينتهي عندها خط السكك الحديدية من جهة الشرق ليبدء منها الخط المتجه نحو مدينة واو في جنوب السودان، وهي مركز رئيسي لتجارة الصمغ العربي. وقد انعكس تمازج موقعها الجغرافي هذا ومواردها الطبيعية في النسيج الاجتماعي، حيث تضم معظم قبائل دارفور وفي مقدمتهم قبائل البقارة الذين يشكلون غالبية سكانها. ونيالا هي عاصمة ولاية جنوب دارفور.
أصل التسمية
نيالا(بكسر النون) لفظ بلغة قبيلة (الداجو) التي تقطن المنطقة، ويُنطق أصلا «نّا-لا» Ña-la النون فيه معَطَشة كالنون الإيطالية في لفظ«سنيور» signore – السيد – أو حرف (ኛ)، نيّا بالأمهرية. واللفظ نيالا يعني بلغة الداجو مكان الأنس أو المسرح، مما يرجح بأن الموقع الذي اقيمت فيه نواة المدينة كان مسرحا على الهواء الطلق open air theatre لألعاب موسمية كبيرة كالمصارعة أو الرقص وقرع الطبول كالنقارة، وهي من أبرز النشاط الفولكلوري الذي تشتهر به المنطقة منذ وقت طويل. ويحلو لسكان المدينة أن يطلقوا عليها اسم نيالا البحير.
التاريخ
برزت نيالا في القرن الخامس عشر كمقر لحكم مملكة الداجو، التي تأسست في المنطقة المحيطة بجبل أم كردوس بغرب السودان حتى سقوط الحكم بنهاية القرن الخامس عشر الميلادي. ومن حكامها السلطان فاروق كاسي.
ويرجع تاريخ نيالا كمدينة إلى عام 1929 م، عندما اختيرت إبان الحكم الثنائي لتكون مركزا إدارياً لمجلس ريفي غرب البقارة وذلك بعد سقوط سلطنة الفور عام 1917 م، وخضوعها للإدارة البريطانية. ووفقا لبعض الروايات فإن قائد القوات البريطانية آنذاك التقى بالسلطان سليمان آدم ليستشيره حول أفضل الأماكن في دار فور من حيث توافر مصادر المياه وتضاريس الأرض لأقامة مقر الإدارة البريطانية في دارفور، فأشار إليه السلطان بنيالا كمكان تتوافر فيه تلك المقومات، وعمل الإنجليز بتلك النصيحة فأصبحت نيالا عاصمة إقليمية. وبعد تقسيم دارفور إلى إقليمين اختيرت نيالا عاصمة لإقليم جنوب دارفور وهوالمركز الإداري نفسه الذي أخذته كعاصمة لولاية جنوب دارفور.
طوبغرافيا المدينة
تقع نيالا في المنطقة الشمالية من ولاية جنوب دارفور التي تتميز من ناحية التضاريس بأرض صخرية تغطيها طبقات من التربة الطينية والرملية وتقع هضبة جبل مرة في الأجزاء الشمالية الغربية منها وتنحدر عدة أودية موسمية من الهضبة تتجه من الشمال نحو الجنوب لتصب في نهر بحر العرب، ويغذي بعضها حوض البقارة. ويشق المدينة من الغرب نحو الشرق وادي برلي الذي يعد واحد من أكبر أودية دارفور حيث تتجمع فيه مياه الأمطار الموسمية التي تهطل في المرتفعات. ومن معالمها الطوبغرافية أيضاً جبل نيالاووادي بلبل الذي يقع في غربها.