نادي الهلال للتربية المعروف باسم الهلال ويُعرف أحياناً باسم الهلال العاصمي[بحاجة لمصدر] هو نادٍ رياضي سوداني في أم درمان تأسس في 13 فبراير 1930. وتمارس فيه العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية، ككرة القدم، السباحة، كرة اليد، بجانب كرة السلة، الملاكمة، والتنس بأنواعه المختلفة. شعار النادي هو الأزرق الممزوج بالأبيض وفي وسطه هلال بارز.
يمتلك نادي الهلال صحيفة ناطقة باسمه. وتضم مبانيه مسجداً كبيراً وروضة للأطفال ومسرح. والملعب الذي يضم مجمعات استثمارية تم تطوير الملعب والحقت به فنادق وأصبح يعرف بالجوهرة الزرقاء.[1] وظهر الهلال في مجالات استثمارية باسمه منها حليب الهلال، وشركة هلال السودان للاستثمار، وغيرها من المشاريع الاستثمارية.
يٌعد نادي المريخ هو الغريم التقليدي للهلال عبر التاريخ، وتُعرف مبارياتهما باسم ديربي أم درمان.
تاريخ
تأسس نادي الهلال عام 1930، في حين برزت فكرة تأسيس النادي في أعقاب ثورة عام 1924، حين اجتمع بعض الخريجين الشباب وتشاوروا فيما بينهم لتكوين هيئة اجتماعية لجمع شتاتهم وتوثيق عرى الصداقة والمودة بينهم، ولما كان من الصعب الحصول على اعتراف من الحكومة آنذلك لتأسيس مثل هذه المؤسسة لجأ أولئك الشباب إلى كرة القدم لأنّ الحكومة الإستعمارية كانت آنذلك تشجع الكرة كي يتفرغ الناس لها وينسوا واجبهم الوطني.[2]
استقر رأيهم على تكوين مؤسسة رياضية تمارس عدة نشاطات رياضية ككرة القدم والتنس وتنس الطاولة والجمباز والكشافة والموسيقى، كان الهدف المعلن لقيام الهلال خدمة وتنمية النشاط الرياضي حتى يوافق الحكام المستعمرون على تأسيسها، أما الهدف المضمر فكان ممارسة النشاط الوطني والسياسي من خلال الأنشطة الرياضية والإجتماعية والفنية والأدبية وتكثيف الجهود مع الحركة الوطنية التي كانت تعمل لتحرير السودان ونيل الاستقلال.[2]
عقد اجتماع التأسيس الأول بمنزل (حمدنا الله أحمد) بحي الشهداء بأم درمان، اختلف المؤرخون في عدد وأسماء الأعضاء (وجميعهم من خريجي كلية غردون التذكارية) الذين شهدوا الاجتماع الأول ما بين 9 إلى 19 شخصاً، أما الذين اجتمعوا باتفاق جميع المصادر هم :حمدنا الله أحمد، يوسف المأمون، آدم رجب، محمد حسين شرفي، بابكر القباني، عبد الرحيم سرور، يوسف مصطفى التني، فتح الله بشارة، أمين بابكر، بابكر مختار ومحمد العربي، وتضيف مصادر أخرى اسماء حسن عوض الله، عوض أبو زيد، علي عبد الله مبروك، التيجاني القاضي، عبد الرحمن شداد، مقابلي حسن شريف، التيجاني عامر، مصطفى أحمد إبراهيم، سعد صديق وعربي بلال.[2]
وخلال الاجتماع انتخاب أول مجلس لإدارة نادي الهلال وكان يتكون من: بابكر القباني (رئيساً)، يوسف المأمون (سكرتيراً)، عبد الرحيم سرور (نائباً للسكرتير)، حمدنا الله أحمد (أمين صندوق)، أمين بابكر (قائداً للاعبين)، يوسف مصطفى التني (للثقافة والنشر)، محمد حسين شرفي (عضواً)، عوض أبو زيد (عضواً)، فتح الله بشارة (عضواً)، بابكر مختار تاتاي (عضواً)، عربي بلال (عضواً).[2]
بعد تكوين مجلس الإدارة بدأت خطوات تسجيل النادي بشكل رسمي، ففي 4 مارس 1930 قدم السكرتير يوسف المأمون طلبا لمفتش مركز أمدرمان طلبا لتسجيل النادي، وتسلم الموافقة في 13 مارس، واعتمد الفريق ضمن الفرق المسجلّة بمدينة أمدرمان. وعقب التسجيل أصدرت إدارة لهلال قرارًا بعدم قبول تسجيل أي لاعب إلا إذا كان من طلاب كلية غردون، لكن هذا الشرط ألغي لاحقا وفتح الباب أمام الشباب بحي الاسبتالية بجانب البارزين في الأحياء الأخرى.[2]
المبادرات
يسجل للهلال العديد من المبادرات التي سبق بها الفريق والأندية الأخرى فهو أول فريق يدخل اللعب في الميادين المسورة وأول فريق يبتكر طريقة الظهير الثالث عن طريق لاعبه طلعت فريد، وأول فريق ينفتح على أقاليم السودان حين لبّى الدعوة التي وجهها له الرياضيين بالجزيرة منتصف فبراير1931 ولعب مباراة تاريخية أعقبتها في المساء ليلة غنائية كبرى قدمها الفنان كرومة، كما أن الهلال هو أول من نظم حضور المباريات بتذاكر دخول حين تقدم يوسف مصطفى التني بمقترح عام 1932 لتنظيم مباريات ودية بتذاكر دخول بغرض تخصيص عائدها لتطوير المناشط وكانت المباريات قبل ذلك تقام بالمجان، فكانت المباراة التي جمعت الهلال بفريق الجيش الإنجليزي في 14 فبراير 1932 وانتهت بفوز الهلال 2-1 هي أول مباراة تقام في تاريخ السودان بتذاكر دخول.[2]
كما أن الهلال هو أول فريق سوداني يلعب خارج السودان، إذ تقدّم عام 1945 بطلب للسفر إلى مصر واللعب ضد فرقها لكن الطلب قوبل بالرفض وتكررت المحاولات من قبل عبد الرحمن المهدي والعجباني وأبو العلاء حتى نجحت في النهاية بعد تعهدهم بأن يكون السفر إلى مصر بغرض رياضي بحت، وقد لعب الفريق في رحلته تلك أربع مباريات أمام الأهلي، الزمالك، الترسانة والإتحاد السكندري.[2]
لم تقف مبادرات الهلال على الجانب الرياضي فقط إذ أسس الفريق أول فرقة مسرحية عام 1932، والتي ألف لها الشاعر إبراهيم العبادي أول مسرحية لها بعنوان (عائشة بين صديقين)، كما أسس الهلال أول فرقة موسيقية.